الخميس، 25 فبراير 2010

صندوق أحلام... عاطل عن العمل



صندوق خشبي صنعته لنفسي من بقايا أخشاب العمال في بيت جارنا العنيد....

الذي يصر على الاصلاحات المستمرة في منزله كل عام ..

و في كل مرة يصيبني الصداع أكثر مما سبق.

صندوق ليس بكبير فهو يسع فقط بضعة أحلام طفولية صغيرة , و لا يكفي لجميع الأحلام

كان حلمي الأول الذي وضعته به هو أن يستطيع القمر تلبية نداءاتي ....

فطالما أيقنت أن له شفتان يخبئهما عني لأنه لا يحب الحديث مع الأطفال ..

و كنت أحلم أن أراهما مثل ما رأيت عيناه تنظر إلي من قبل .

و انتظرت ان يحقق لي صندوقي السحري حلمي الأول ...

و بما انه يفقد خاصية السحر و اختلاق المعجزات و طيها بداخله لأجلي كمارد علاء الدين ...

عجز عن تلبية حلمي الاول بجدارة

..... و لم أكن أدري ان الانتظارات مزعجة جدا الى هذا الحد

فقررت استبدال حلمي الاول بآخر أصغر قليلاً يمكن تحقيقه ...

و لكن صندوقي أراد العكس فقد اشتبك الحلم بمساميره الصدئة

ولا يمكن استخراج اي شئ منه حتى و ان تمزق / تألم

حزنت كثيراً و تفقدت سعة الصندوق المتبقيه .....

فوجدته لا يكفي لحلمي القادم إلا اذا تم انصهاره لعدة أحلام أقل حجما

يمكنها التخلل و السكنة بأدق الزوايا به

و فعلت...

فكانت أول قطعة منه على هيئة حلم أردت أن أضعها بالصندوق ليلاً هو....

أن تشرق الشمس لي وحدي هذا المساء و تنتزعني بآشعتها من غرفتي بخفة....

و تحملني إلى سحابة بيضاء صغيرة ترقص حولها النجوم بمرح و يبتسم لها القمر جداً

و تبقى معنا .... ثم تعيدني في أول الصباح فور شروقها قبل استيقاظ أمي و أكتشافها أمري

و مرت ساعتان عقب إلقائي حلمي و أنا انتظر ....

إلى أن كان النوم أقرب لي من حلمي و أخذني لعتمة مؤقتة تلاشت بشعاع شمس يوقظني

حسبته الحلم يتحقق الى أن سمعت نداءات أمي المتكررة لإيقاظي...

أسرعت إلى الصندوق فوجدته مفتوحاً ... فحسبت أن الحلم تطاير ...

و حمًّلت نفسي ذنب نومي اللاإرادي و حزنت ....

.

و لم يتبقى بالصندوق مساحة إلا لحلم أصغر من مكعب من مكعبات أختي الصغيرة ...

.و لم يكن بداخلي حلم بهذا الحجم فحلمت أن تصنع لي أمي ( مكرونة ) على الغداء

و كان هو الحلم الوحيد الذي تحقق فور إغلاقي الصندوق مباشرةً .



ملحوظة : مكعبات الأحلام و فـُتــَاتــه فقط ما يمكن تحقيقه اليـــوم ....فربما غداً لا يمكن

ليست هناك تعليقات: